عندما خرجنا لم انتظر بضع خطوات حتى سألت مريم وبسرعه مابها عمّتك ؟؟
: انها بغيبوبه !
: غيبوبه !! وكأنني تذكرت شيئاً لأقول :
وهل من هم بغيبوبه يشعرون بنا كل معلوماتي انهم بعالم آخر ليسو مع الأحياء ولا الأموات !
: لاأعلم كلهم يقولون هكذا الا فاطمه ، عمّتي عملت حادثة بالسيارة قبل احد عشر عام أثر الحادث على دماغها ودخلت بغيبوبه ،
فاطمه كل يوم تأتي الى امها من العصر الى ان يقفلو باب الزيارة وتتحدث معها ،،
: ماذا 11 عام ! كل يوم لمدة احد عشر عام تأتي لتجلس وتتحدث مع والدتها الغائبه عن الوعي !
لماذا وماذا ستستفيد
صمتت مريم فلاإجابة لديها ،، جلست عدة دقائق وانا افكّر بالموضوع حتى قطعني عن سرحاني دخول فاطمه التي اعتذرت لنا :
آسفه تأخرت عليكم ،،
مريم : لاعليك ياعزيزتي ، اخبريني ماذا قال الطبيب عن امك ؟
ابتسمت فاطمه ثم قالت : الله كريم انشالله ،
هممت بفتح فمي للسؤال ولكن مريم ضغطت على يدي حتى اصمت ،، لاأستطيع يجب ان اتحدث لاأحتمل الصمت !!
: فاطمه هل هي تشعر بك ؟؟
: نعم انا اشعر بهذا ،
: هل انت متأكده ؟؟ من يدخلون بغيبوبه لايحسون بما حولهم كل الأطباء يقولون هكذا !
: قطعاً لا وانا متأكده مثلما أراك الآن ،، انها تحس بي وأحس بها احادثها وهي تحسن الإستماع إلي ،،
تخيلي يارؤيا ملامح وجهها تتغيّر وانا احكي لها احاديث مضحكه ، ويوم أكون مهمومه وأبكي على صدرها أرى بعض قطرات الدموع حول عينيها
وهل تريدين ان لاأصدق انها تشعر بي ؟؟ لاتلتفتي لكلام الأطباء يكفي انني ميقنه تمام الإيقان انها معي في دنياي
المهم عندي خبر سعيد يامريم ، الطبيب اخبرني قبل قليل سيسحون لها بالخروج يوم العيد كي تعيّد معنا
مريم : حقاً الف مبروك
فاطمه : يااااه انا سعييده جداً اسمعي انشالله الجمعه في بيتنا ،،اخبري امك وبقية زوجات خوالي ،
مريم : حاضر انشالله
احسست بحشرجة لم استطع ان انطق بحرف واحد لاأعلم ماذا حدث لي وكأن شيئاً يكتم على صدري ، أريد ان اخرج من هذا المكان بأقصى سرعه ،
قمت من مكاني وانا اقول لمريم هيّا بنا تأخرت عن المنزل ،
خرجت قبل ان اسمع رداً منها ، سلمّت على فاطمه بعجله وخرجت مسرعه ومريم تركض ورائي ،
حين ركبنا السيّاره سألتني مابك ؟؟
: لاأعلم يامريم لاأعلم ، أحس بشيئ يكبت على صدري ! يالها من مسكيينه كم هي بائسه
هناك سعادة تشع من عينيها فقط لأن امها ستخرج معها نهار العيد ! امها التي لاتعي شيئاً فقط ستبقى معهم بالمنزل !!
: بالتأكيد ستفرح قضت 10 سنوات عيدها بالمستشفى ،
: ولماذا تفعل هذا !! هي بغيبوبه انها لاتحس بأحد لماذا ابنة عمتك مصرّة الى مغالطة نفسها ،
: فاطمه على يقين ان عمّتي تسمعها وربّما هي تعي ماحولها فعلاً ،
: انها مسكينة حقاً تعيش على احلام اليقظه !
: ربّما ولكنها امها ياحبيبتي ، الا تعين معنى الأمومه
وكأنها طعنت قلبي وبقوه
بدأت مريم تتحدث عن فضل طاعة الوالدين وواجب برهما بينما انا ادرت وجهي الى النافذة ياليت مريم تكمم فمها كي لاتنطق ببنت شفه لم اعد اريد ان اسمع شيئاً ،
فاطمه تذهب الى امها كل يوم تاركة اشغالها بينما امي معي ليل نهار وانا اغلق باب غرفتي ولاأجلس معهم الا ساعه او ساعتين باليوم ،
هي تتحدث معها بكل تفصيل دقيق وتعلم بقرارة نفسها ان صوتها ربّما سيصل وغالباً لا بينما انا امي التي تسمعني جيداً اتأفف ان سألتني عن يومي وكأني لاأريد مزيداً من الثرثرة فيومي مثل أمس لاجدييد ،
تكاد تطير من الفرح لأن امها ستقضي نهار العيد معهم وهي لاتحس ، بينما امي قضت معي 22 سنه لم أفكر ان اقدم لها هدية او اضمها كنت اكتفي بتلك القبلة اليتيمه وكأنها واجب رسمي لاأكثر ،،
حتى عدم رضاها لم أبالي به وتخيّلت ثوب جديد لحفلة و اغاضة بعض الفتيات هو أهم بكثيـر من رضاها
لاأنسى يوم اجريت عملية الزائدة الدودية ، افقت من البنج على دموعها الغزيرة لم تتركني طوال ايام المستشفى قط ،،
يوم تخرجت من الجامعه فرحتها تعدّت فرحتي انا بمراحل
اشياء كثيره كثيره لاأستطيع ان احصيها ،،
جرى نهر من الدموع بلل حجابي ، دموع بلا صوت ،،
تخيلت امي مكان عمة مريم ترى ماذا كنت سأفعل ،، اكلمها ولاترد علي ! ولاتستطيع التحرك !
انتفضت وانا اطرد تلك الفكرة المخيفه ،، !!!
آآآه أريد حضن والدتي فقط الآن لاشيئ آخر ، اريد ان اقول لها "الله يخليك لي ياحبيبتي" ،
حياتي ياأمي ماتسوى بدونك وعمري من غيرك لايعد عمراً !!
مسحت تلك الدموع بيدي قبل ان تراها مريم التي دخلت الى شارع منزلنا ،
حين وصلنا شكرتها بدون ان التفت عليها كي لاترى احمرار عيني ، نزلت وقلبي يخفق بشدة !
اسمع دقّاته وانا اجري بسرعه الى الداخل ثم اصعد الدرج بسرعه شديدة وكأنني خائفة ان لاأراها فتحت الباب وبقوة لأجدها على سجادتها راكعه !
آآآآه الحمد لله جلست على طرف السرير انظر إليها ، احسست بجمال الأرض كلها متجسدة بوجهها القمري الجميل ،، وحنان الدنيا بتلك العيون الصغيرة ،،
جلست تتلو التشهد الأخير ،،
سلمت على اليمين ثم على اليسار ،، وبعدها نظرت إلي باستغراب !
: مابك يابنتي لماذا وجهك احمر ؟؟
اطلقت لعيناي دموعها ،،
ورميت بنفسي بحضنها وانا ابكي بشدة
احبك ،
احبك ياأمي ،
ياطهر الأرض كله ،</B>
: انها بغيبوبه !
: غيبوبه !! وكأنني تذكرت شيئاً لأقول :
وهل من هم بغيبوبه يشعرون بنا كل معلوماتي انهم بعالم آخر ليسو مع الأحياء ولا الأموات !
: لاأعلم كلهم يقولون هكذا الا فاطمه ، عمّتي عملت حادثة بالسيارة قبل احد عشر عام أثر الحادث على دماغها ودخلت بغيبوبه ،
فاطمه كل يوم تأتي الى امها من العصر الى ان يقفلو باب الزيارة وتتحدث معها ،،
: ماذا 11 عام ! كل يوم لمدة احد عشر عام تأتي لتجلس وتتحدث مع والدتها الغائبه عن الوعي !
لماذا وماذا ستستفيد
صمتت مريم فلاإجابة لديها ،، جلست عدة دقائق وانا افكّر بالموضوع حتى قطعني عن سرحاني دخول فاطمه التي اعتذرت لنا :
آسفه تأخرت عليكم ،،
مريم : لاعليك ياعزيزتي ، اخبريني ماذا قال الطبيب عن امك ؟
ابتسمت فاطمه ثم قالت : الله كريم انشالله ،
هممت بفتح فمي للسؤال ولكن مريم ضغطت على يدي حتى اصمت ،، لاأستطيع يجب ان اتحدث لاأحتمل الصمت !!
: فاطمه هل هي تشعر بك ؟؟
: نعم انا اشعر بهذا ،
: هل انت متأكده ؟؟ من يدخلون بغيبوبه لايحسون بما حولهم كل الأطباء يقولون هكذا !
: قطعاً لا وانا متأكده مثلما أراك الآن ،، انها تحس بي وأحس بها احادثها وهي تحسن الإستماع إلي ،،
تخيلي يارؤيا ملامح وجهها تتغيّر وانا احكي لها احاديث مضحكه ، ويوم أكون مهمومه وأبكي على صدرها أرى بعض قطرات الدموع حول عينيها
وهل تريدين ان لاأصدق انها تشعر بي ؟؟ لاتلتفتي لكلام الأطباء يكفي انني ميقنه تمام الإيقان انها معي في دنياي
المهم عندي خبر سعيد يامريم ، الطبيب اخبرني قبل قليل سيسحون لها بالخروج يوم العيد كي تعيّد معنا
مريم : حقاً الف مبروك
فاطمه : يااااه انا سعييده جداً اسمعي انشالله الجمعه في بيتنا ،،اخبري امك وبقية زوجات خوالي ،
مريم : حاضر انشالله
احسست بحشرجة لم استطع ان انطق بحرف واحد لاأعلم ماذا حدث لي وكأن شيئاً يكتم على صدري ، أريد ان اخرج من هذا المكان بأقصى سرعه ،
قمت من مكاني وانا اقول لمريم هيّا بنا تأخرت عن المنزل ،
خرجت قبل ان اسمع رداً منها ، سلمّت على فاطمه بعجله وخرجت مسرعه ومريم تركض ورائي ،
حين ركبنا السيّاره سألتني مابك ؟؟
: لاأعلم يامريم لاأعلم ، أحس بشيئ يكبت على صدري ! يالها من مسكيينه كم هي بائسه
هناك سعادة تشع من عينيها فقط لأن امها ستخرج معها نهار العيد ! امها التي لاتعي شيئاً فقط ستبقى معهم بالمنزل !!
: بالتأكيد ستفرح قضت 10 سنوات عيدها بالمستشفى ،
: ولماذا تفعل هذا !! هي بغيبوبه انها لاتحس بأحد لماذا ابنة عمتك مصرّة الى مغالطة نفسها ،
: فاطمه على يقين ان عمّتي تسمعها وربّما هي تعي ماحولها فعلاً ،
: انها مسكينة حقاً تعيش على احلام اليقظه !
: ربّما ولكنها امها ياحبيبتي ، الا تعين معنى الأمومه
وكأنها طعنت قلبي وبقوه
بدأت مريم تتحدث عن فضل طاعة الوالدين وواجب برهما بينما انا ادرت وجهي الى النافذة ياليت مريم تكمم فمها كي لاتنطق ببنت شفه لم اعد اريد ان اسمع شيئاً ،
فاطمه تذهب الى امها كل يوم تاركة اشغالها بينما امي معي ليل نهار وانا اغلق باب غرفتي ولاأجلس معهم الا ساعه او ساعتين باليوم ،
هي تتحدث معها بكل تفصيل دقيق وتعلم بقرارة نفسها ان صوتها ربّما سيصل وغالباً لا بينما انا امي التي تسمعني جيداً اتأفف ان سألتني عن يومي وكأني لاأريد مزيداً من الثرثرة فيومي مثل أمس لاجدييد ،
تكاد تطير من الفرح لأن امها ستقضي نهار العيد معهم وهي لاتحس ، بينما امي قضت معي 22 سنه لم أفكر ان اقدم لها هدية او اضمها كنت اكتفي بتلك القبلة اليتيمه وكأنها واجب رسمي لاأكثر ،،
حتى عدم رضاها لم أبالي به وتخيّلت ثوب جديد لحفلة و اغاضة بعض الفتيات هو أهم بكثيـر من رضاها
لاأنسى يوم اجريت عملية الزائدة الدودية ، افقت من البنج على دموعها الغزيرة لم تتركني طوال ايام المستشفى قط ،،
يوم تخرجت من الجامعه فرحتها تعدّت فرحتي انا بمراحل
اشياء كثيره كثيره لاأستطيع ان احصيها ،،
جرى نهر من الدموع بلل حجابي ، دموع بلا صوت ،،
تخيلت امي مكان عمة مريم ترى ماذا كنت سأفعل ،، اكلمها ولاترد علي ! ولاتستطيع التحرك !
انتفضت وانا اطرد تلك الفكرة المخيفه ،، !!!
آآآه أريد حضن والدتي فقط الآن لاشيئ آخر ، اريد ان اقول لها "الله يخليك لي ياحبيبتي" ،
حياتي ياأمي ماتسوى بدونك وعمري من غيرك لايعد عمراً !!
مسحت تلك الدموع بيدي قبل ان تراها مريم التي دخلت الى شارع منزلنا ،
حين وصلنا شكرتها بدون ان التفت عليها كي لاترى احمرار عيني ، نزلت وقلبي يخفق بشدة !
اسمع دقّاته وانا اجري بسرعه الى الداخل ثم اصعد الدرج بسرعه شديدة وكأنني خائفة ان لاأراها فتحت الباب وبقوة لأجدها على سجادتها راكعه !
آآآآه الحمد لله جلست على طرف السرير انظر إليها ، احسست بجمال الأرض كلها متجسدة بوجهها القمري الجميل ،، وحنان الدنيا بتلك العيون الصغيرة ،،
جلست تتلو التشهد الأخير ،،
سلمت على اليمين ثم على اليسار ،، وبعدها نظرت إلي باستغراب !
: مابك يابنتي لماذا وجهك احمر ؟؟
اطلقت لعيناي دموعها ،،
ورميت بنفسي بحضنها وانا ابكي بشدة
احبك ،
احبك ياأمي ،
ياطهر الأرض كله ،</B>
التوقيع